السبت، 14 أكتوبر 2017

متى تضعف الرغبة الجنسية عند المرأة؟

نتيجة بحث الصور عن مص اللسان
يعتبر عدم الاستقرار الجنسي مشكلة واسعة الانتشار بين الجنسين.فحسب الأبحاث الحديثة فإن ما يقارب 43% من النساء و31%من الرجال يعانون من المشاكل الجنسية. إن نقص الرغبة الجنسية وعدم القدرة على إدراك الرعشة الجنسية (ذروة اللذة الجنسية) والألم أثناء الجماع هذه المواضيع من أشيع المشاكل التي تعاني منها المرأة خلال حياتها الجنسية. 
لسوء الحظ فإن التحديد الدقيق لسبب المشكلة قد يكون معقداً جداً, فقد يكون وراء المشكلة سبب طبي(عضوي) قد يكون التعامل معه سهل أو سبب نفسي وغالباً الاثنين معاً. 
وهنا لابد من التركيز على العامل النفسي لأنه الأكثر أهمية من حيث التوارد والأكثر صعوبة من حيث التدبير, فعندما نقول سبب نفسي فهذا يقودنا للتحليل النفسي والتربية والمعتقدات والدين والسلوك الاجتماعي وغيرها وللأسف قد يكون من الصعب أو ربما من المستحيل الخوض بهذا المضمار في مجتمعاتنا (المحافظة) أو من الجنون انتقاد عاداتنا وتقاليدنا التي اكتسبت القدسية مع الزمن حتى لو لم تناسب عصرنا ولكن إذا كان الجنون سيوصلنا إلى الحقيقة فمرحباً به؟؟. 
اضطراب الوظيفة الجنسية عند المرأة 
إن المشاكل الجنسية عند النساء شخصية جداً حيث أن الحياة الجنسية شيء خاص جداً, أي أنه ما ينطبق على امرأة ليس بالضرورة أن يناسب الأخرى، وما ينتج عن وضع معين ليس بالضرورة أن يؤدي لنفس النتيجة لحالة أخرى. 
وهذا مبدأ أساسي في الطب. وللأسف في بلادنا يتم التعامل مع المرض وليس مع المريض فترى كل من له علاقة بالصحة (ممرض, ضارب آلة كاتبة في مديرية الصحة أو حتى سائق, مخبري.....الخ) يدعي المعرفة بالطب والأمراض والعلاج فضلاً عن رغبة الصيادلة بالمزيد من الزبائن لبيع المزيد من الأدوية (إذا ما فاد ما بيضرّ!) بالإضافة للمرضى أنفسهم يصفون الأدوية لأقاربهم جراء تعرضهم "لنفس المرض" دون أن أنسى ذكر ممارسة بعض الأطباء الغير مسؤولة للأسف. 
وإذا عدنا لموضوعنا فقد صنف الباحثون المشاكل الجنسية عند النساء وفق نظام عام يساعد نوعاً ما على إيجاد قاعدة للتعامل معها ومساعدة النساء على تجاوزها وهذا النظام يتضمن أربعة اضطرابات أساسية هي: 
اضطراب الرغبة الجنسية 
اضطراب الاستثارة الجنسية 
اضطراب الرعشة الجنسية 
اضطراب الألم أثناء ممارسة الجنس 
ومن المهم الانتباه إلى ما تسببه هذه الاضطرابات من شدة واكتئاب وعزلة ومشاكل زوجية وما يترتب عليه من مشاكل اجتماعية إذا أمعنا النظر في مجتمعنا نراها جداً مؤثرة فيه بالرغم من التستر والحصار المفروض عليها. 
أولاً: اضطراب الرغبة الجنسية: 
يعني نقص الاهتمام بالجنس وهذا ما يضع المرأة في محنة دائمة وأسى لا تستطيع الخروج منه. تتظاهر هذه المشكلة بعدم وجود أفكار أو تخيلات جنسية مثيرة، أو بعدم الرغبة بأية فاعلية جنسية، أو بعدم تقبل الشريك بأي شكل من الأشكال (النفور). ويندرج ضمن هذا المضمار الخوف من الجنس، ولكن تعتبر حالة نادرة بالرغم من تواردها لكن أقل من باقي التظاهرات. 
إن اضطراب الرغبة الجنسية هي من أكثر الحالات الجنسية التي يتعرض لها الطبيب. وتتعدد أسبابها من نقص هرموني أو مرض طبي مزمن حتى القضايا الاجتماعية والنفسية ودائماً هي الأهم وخاصة في بلادنا. 
والاضطراب الأكبر في بلادنا هو عدم بوح المرأة بمشكلتها وعدم التعامل معها بشكل سليم فتراها تستشير جارتها أو أمها... الخ. فتكون نصائحهم إما مفاقمة للمشكلة أو يقلن (ضعي عالجرح ملح) وحافظي على بيتك وأولادك.. وإلى ما شابه من مزاودات تودي بالأسرة إلى الخراب إذاً لا يوجد منهج علمي يشترك فيه عدة أخصائيين للوصول لنتيجة تحفظ حياة الزوجين والأسرة قدر الإمكان. 
ثانياً: نقص الاستثارة الجنسية: 
وهي حالة دائمة تمنع المرأة من أن تكون مثارة جسدياً وعاطفياً وكذلك قد تكون ذات سبب عضوي أو نفسي, قد تكون المشكلة في نقص الجريان الدموي في الأعضاء الجنسية أو نقص في المفرزات الغدية التناسلية المزلقة أو قد يكون السبب وأيضاً هو الأهم القلق والشدة أو التعب. وما أكثر ضغوطات هذه الأيام خاصة بعد دخول المرأة معترك العمل . وهذه دعوة للرجل لينزل عن عرشه الموقر ولو لبضع ساعات ليساعد زوجته وخاصة العاملة بكل حب وود ليجدها شريكة حية لا جثة هامدة أو دمية جامدة مزينة. 
ثالثاً: اضطراب إدراك الرعشة: 
أي عدم قدرة المرأة للوصول إلى ذروة اللذة الجنسية. أي تلك اللحظة التي تصفها النساء بتيار كهربائي خفيف يجتاز جسدهن ليتركه مرتخياً مع تسرع بالقلب وازدياد عمق التنفس وصفاء الرأس. لكن لكي نعتبر هذا إشكالاً يجب أن يؤدي إلى انزعاج المرأة من عدم إحساسها بالرعشة. 
ومن أسبابها نقص الخبرة الجنسية لدى الشريكين. والرجل عنصر أساسي في هذه المشكلة. بالإضافة لنقص معرفة الشريكين ببعضهما جنسيا, قصة اعتداء جنسي سابقة , الأدوية, نقص هرموني, ودائماً العامل الاجتماعي والنفسي. 
رابعاً: اضطرابات الألم أثناء الجماع 
وهو ألم في الأعضاء التناسلية أو في الأحشاء أثناء ممارسة الجنس يسمى (عسرة الجماع). ومن الحالات التي تصنف ضمن هذا الاضطراب ما يسمى بـ(تشنج المهبل) حيث يحدث تشنج بعضلات الثلث السفلي للمهبل، وأحيانا للطرفين السفليين عند الشروع بالإيلاج بالرغم من الرغبة في ممارسة الجنس والاستثارة. 
إن نقص المفرزات المزلقة التناسلية هي من أهم الأسباب لعسرة الجماع. وعلى سبيل المثال: أكثر من 45% من النساء يشكين من عسرة جماع إثر الولادة وكذلك إثر سن الضهي، وذلك بسبب نقص مستوى الهرمون الأنثوي (الاستروجين) وبالتالي نقص المرونة في النسج الضامة مع نقص المفرزات المزلقة مع شحوب وضمور الغشاء المخاطي للمهبل. وكذلك التهاب المهبل أو المثانة تسبب الألم أثناء الجماع بالإضافة للتمزقات التناسلية أثناء الولادة وهي شائعة في بلادنا بسبب الولادات المنزلية والأخطاء الطبية في التدبير التوليدي. ولكن طالما أن هذا الموضوع سري وغير قابل للتداول والمساءلة فلا مجال للمحاسبة ولا مجال للكلام. 
بالإضافة إلى أمراض نسائية شائعة نأتي على ذكر أهمها (الإندومتريوز "داء البطانة الرحمية الهاجرة"، والداء الحوضي الالتهابي والانقلاب الخلفي للرحم و التشوهات الخلقية للمهبل...الخ). 
مزيج من الاضطرابات: 
بعض النساء يعانين من أكثر من اضطراب وهنا تشترك عدة عوامل مسببة غالباً وكمثال: المرأة بعد الولادة قد تشكو من ألم أثناء الجماع بسبب نقص المزلقات (المرأة بعد الولادة تعاني من نقص هرموني). وكذلك قد تشكو من نقص الرغبة الجنسية بسبب التعب من العناية بالمولود خاصة إذا ما زادت طلبات الشريك الجنسية وهذا يؤدي إلى نقص الفاعلية الجنسية والسلبية أو الجمود أثناء ممارسة الجنس. 
كيف نتعامل مع عدم الاستقرار الجنسي:
على الرغم من صعوبة النقاش في المشاكل الجنسية فترى المرأة محرجة خجلة، طبعاً تعتبر هذه المرأة "جريئة" لأنها حاولت البوح بمشكلتها وبالرغم من جرأتها فهي محرجة وخجلة من ذاتها. 
استشيري طبيبك دون تردد فقد تكون المشكلة بسيطة جداً لا تستحق أن تعاني بسببها. فقد تكشف المشكلة بعض الفحوصات البسيطة أو معايرة بعض الهرمونات أو بسبب دواء تتناوليه وإن لم يكن شيء مما سبق، تؤدي الاستشارة إلى اطمئنانك عما هو طبيعي. العلاج المناسب يعتمد على السبب.. ويتنوع من بعض الأدوية الهرمونية إلى الاستشارة النفسية الاجتماعية والعلاج السلوكي. 
وبالنسبة للمشاكل النفسية فأهم شيء تعاون الشريكين مع المعاج النفسي أو السلوكي. 
بالنسبة لجفاف المهبل يمكن استخدام المزلقات من الصيدليات وهي فعالة جداً. 
بالنسبة للنساء بعد سن الضهي يمكن حاليا علاج أعراض التهاب المهبل الشيخي الضموري بمستحضرات الاستروجين على شكل كريم أو عن طريق المعاجة المعيضة وهذا يساعد على علاقة جنسية جيدة حتى بعد سن الضهي وهذه المعالجة ليست مؤذية إذا ما تم دراسة الحالة الصحية لجميع الأجهزة مع السوابق العائلية ومراقبة السيدة بشكل دوري. 
حديثا لاحظ الباحثون عند استخدام عقار الفياغرا في كانون الأول –2003 على النساء في سن الحكمة (بعد سن الضهي) اللواتي يعانين من نقص الاستثارة الجنسية أن اللواتي يأخذن الفياغرا غدون أكثر استقرارا جنسيا ممن أخذن دواء غفل (أي سكر على شكل حبوب). ولا تزال البحوث جارية حول إمكانية الاستفادة من الفياغرا ومشابهاته لدى النساء

0 التعليقات: